فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{إن أحسنتم} أي أطعتم الله كان ثواب الطاعة لأنفسكم، {وإن أسأتم} بمعصيته كان عقاب الإساءة لأنفسكم لا يتعدّى الإحسان والإساءة إلى غيركم، وجواب وإن أسأتم قوله: {فلها} على حذف مبتدأ محذوف ولها خبره تقديره فالإساءة لها.
قال الكرماني: جاء فلها باللام ازدواجًا انتهى.
يعني أنه قابل قوله لأنفسكم بقوله فلها.
وقال الطبري: اللام بمعنى إلى أي فإليها ترجع الإساءة.
وقيل اللام بمعنى على أي فعليها كما في قوله:
فخر صريعًا لليدين وللقم

{فإذا جاء وعد الآخرة} أي المرة الآخرة في إفسادكم وعلوكم، وجواب إذا محذوف يدل عليه جواب إذا الأولى تقديره بعثناهم عليكم وإفسادهم في ذلك بقتل يحيى بن زكريا عليهما السلام.
وسبب قتله فيما روي عن ابن عباس وغيره: أن ملكًا أراد أن يتزوج من لا يجوز له نكاحها، فنهاه يحيى بن زكريا وكان لتلك المرأة حاجة كل يوم عند الملك تقضيها، فألقت أمها إليها أن تسأله عن ذبح يحيى بن زكريا بسبب ما كان منعه من تزويج ابنتها فسألته ذلك، فدافعها فألحق عليه فدعا بطست فذبحه فندرت قطرة على الأرض فلم تزل تغلي حتى بعث الله عليهم بخت نصر وألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل عليه منهم سبعين ألفًا.
وقال السهيلي: لا يصح أن يكون المبعوث في المرة الآخرة بخت نصر لأن قتل بحيى بعد رفع عيسى، وبخت نصر كان قبل عيسى بزمن طويل.
وقيل: المبعوث عليهم الإسكندر وبين الإسكندر وعيسى نحو ثلاثمائة سنة، ولكنه إن أريد بالمرة الأخرى حين قتلوا شعياء فكان بختنصر إذ ذاك حيًا فهو الذي قتلهم وخرب بيت المقدس وأتبعهم إلى مصر وأخرجهم منها.
وروي عن عبد الله بن الزبير أن الذي غزاهم آخرًا ملك اسمه خردوس وتولى قتلهم على دم يحيى بن زكرياء قائد له فسكن الدم.
وقيل قتله ملك من ملوك بني إسرائيل يقال له لا حب.
وقال الربيع بن أنس: كان يحيى قد أعطي حسنًا وجمالًا فراودته امرأة الملك عن نفسه فأبى، فقالت لابنتها: سلي أباك رأس يحيى فأعطاها ما سألت.
وقرأ الجمهور: {ليسوءوا} بلام كي وياء الغيبة وضمير الجمع الغائب العائد على المبعوثين.
وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر ليسوء بالياء وهمزة مفتوحة على الإفراد والفاعل المضمر عائد على الله تعالى أو على الوعد أو على البعث الدال عليه جملة الجزاء المحذوفة.
وقرأ عليّ بن أبي طالب وزيد بن عليّ والكسائي لنسوء بالنون التي للعظمة وفيها ضمير يعود على الله.
وقرأ أبيّ لنسوءن بلام الأمر والنون التي للعظمة ونون التوكيد الخفيفة آخرًا.
وعن عليّ أيضًا لنسوءنَّ وليسوءنَّ بالنون والياء ونون التوكيد الشديدة وهي لام القسم، ودخلت لام الأمر في قراءة أبيّ على المتكلم كقوله: {ولنحمل خطاياكم} وجواب إذا هو الجملة الأمرية على تقدير الفاء.
وفي مصحف أبيّ ليسيء بياء مضمومة بغير واو.
وفي مصحف أنس ليسوء وجهكم على الإفراد، والظاهر أنه أريد بالوجوه الحقيقة لأن آثار الأعراض النفسانية في القلب تظهر على الوجه، ففي الفرح يظهر الإسفار والإشراق، وفي الحزن يظهر الكلوح والغبرة، ويحتمل أن يعبر عن الجملة بالوجه فإنهم ساؤهم بالقتل والنهب والسبي فحصلت الإساءة للذوات كلها أو عن ساداتهم وكبرائهم بالوجوه، ومنه قولهم في الخطاب يا وجه العرب.
واللام في {وليدخلوا} لام كي معطوفًا على ما قبلها من لام كي، ومن قرأ بلام الأمر أو بلام القسم جاز أن يكون وليدخلوا وما بعدها أمرًا، وجاز أن تكون لام كي أي وبعثناهم ليدخلوا.
و{المسجد} مسجد بيت المقدس ومعنى كما دخلوه أول مرة أي بالسيف والقهر والغلبة والإذلال، وهذا يبعد قول من ذهب إلى أن أولى المرتين لم يكن فيها قتل ولا قتال ولا نهب، وتقدّم الكلام في أول مرة في سورة التوبة.
{وليتبروا} يهلكوا.
وقال قطرب: يهدموا.
قال الشاعر:
فما الناس إلاّ عاملان فعامل ** يتبر ما يبني وآخر رافع

والظاهر أن {ما} مفعولة بيتبروا أي يهلكوا ما غلبوا عليه من الأقطار، ويحتمل أن تكون ما ظرفية أي مدة استيلائهم عسى ربكم أن يرحمكم بعد المرة الثانية إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي، وهذه الترجئة ليست لرجوع دولة وإنما هي من باب ترحم المطيع منهم، وكان من الطاعة أن يتبعوا عيسى ومحمدًا عليهما السلام فلم يفعلوا.
{وإن عدتم} إلى المعصية مرة ثالثة عدنا إلى العقوبة وقد عادوا فأعاد الله عليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الأتاوة عليهم.
وعن الحسن عادوا فبعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
وعن قتادة: ثم كان آخر ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم منه في عذاب إلى يوم القيامة انتهى. ومعنى {عدنا} أي في الدنيا إلى العقوبة.
وقال تعالى: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} ثم ذكر ما أعدّ لهم في الآخرة وهو جعل جهنم لهم {حصيرا} والحصير السجن.
قال لبيد:
ومقامه غلب الرجال كأنهم ** جن لدى باب الحصير قيام

وقال الحسن: يعني فراشًا، وعنه أيضًا هو مأخوذ من الحصر والذي يظهر أنها حاصرة لهم محيطة بهم من جميع جهاتهم، فحصير معناه ذات حصر إذ لو كان للمبالغة لزمته التاء لجريانه على مؤنث كما تقول: رحيمة وعليمة، ولكنه على معنى النسب كقوله السماء منفطر به أي ذات انفطار. اهـ.

.قال أبو السعود:

{إِنْ أَحْسَنتُمْ}
أعمالكم سواءٌ كانت لازمةً لأنفسكم أو متعديةً إلى الغير، أي عمِلتموها على الوجه اللائقِ ولا يُتصور ذلك إلا بعد أن تكون الأعمالُ حسنةً في أنفسها وإن فعلتم الأحيان {أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ} لأن ثوابَها لها {وَإِنْ أَسَأْتُمْ} أعمالَكم بأن عملتموها لا على الوجه اللائق ويلزمه السوءُ الذاتيُّ أو فعلتم الإساءة {فَلَهَا} إذ عليها وبالها، وعن علي كرم الله وجهه: ما أحسنتُ إلى أحد ولا أسأت إليه وتلاها {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الأخرة} حان وقت ما وُعد من عقوبة المرة الآخرة {لِيَسُوءواْ وُجُوهَكُمْ} متعلقٌ بفعل حُذف لدلالة ما سبق عليه، أي بعثناهم ليسوؤا ومعنى ليسوؤا وجوهَكم ليجعلوا آثارَ المساءة والكآبةِ باديةً في وجوهكم كقوله تعالى: {سِيئَتْ وُجُوهُ الذين كَفَرُواْ} وقرئ ليَسوءَ على أن الضمير لله تعالى أو للوعد أو للبعث، ولنسوءَ بنون العظمةِ، وفي قراءة علي رضي الله عنه: لَنَسُوأنّ على أنه جوابُ إذا، وقرئ لنَسوأنْ بالنون الخفيفة ولَيسوأنّ واللام في قوله عز وجل: {وَلِيَدْخُلُواْ المسجد} عطف على ليسوؤا متعلقٌ بما تعلق هو به {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي في أول مرةٍ {وَلِيُتَبّرُواْ} أي يهلكوا {مَا عَلَوْاْ} ما غلبوه واستولَوْا عليه أو مدةَ علوِّهم {تَتْبِيرًا} فظيعًا لا يوصف بأن سلط الله عز سلطانه عليهم الفرسَ فعزاهم ملكُ بابِلَ من ملوك الطوائف اسمُه جودرد، وقيل: جردوس، وقيل: دخل صاحبُ الجيش فذبح قرابينَهم فوجد فيه دمًا يغلي فسألهم عنه، فقالوا: دمُ قربانٍ لم يقبل منا، فقال: لم تصْدُقوني، فقتل على ذلك ألوفًا فلم يهدأ الدم، ثم قال: إن لم تصْدُقوني ما تركت منكم أحد، فقالوا: إنه دمُ يحيى بنِ زكريا عليهما الصلاة والسلام، فقال: لمثل هذا ينتقم منكم ربُّكم، ثم قال: يا يحيى قد علم ربي وربُّك ما أصاب قومَك من أجلك فاهدأ بإذن الله تعالى قبل أن لا أُبقيَ منهم أحدًا، فهدأ.
{عسى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ} بعد المرة الآخرة إن تبتم توبةً أخرى وانزجرتم عما كنتم عليه من المعاصي {وَإِنْ عُدتُّمْ} إلى ما كنتم فيه من الفساد مرةً أخرى {عُدْنَا} إلى عقوبتكم ولقد عادوا فأعاد الله سبحانه عليهم النقمة بأن سلط عليهم الأكاسرةَ ففعلوا بهم ما فعلوا من ضرب الإتاوة ونحوِ ذلك.
وعن الحسن عادوا فبعث الله تعالى محمدًا عليه الصلاة والسلام فهم يُعطون الجزيةَ عن يد وهم صاغرون وعن قتادة مثلُه {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ للكافرين حَصِيرًا} أي محبِسًا لا يستطيعون الخروجَ منها أبد الآبدين، وقيل: بِساطًا كما يبسط الحصيرُ، وإنما عُدل عن أن يقال: وجعلنا جهنمَّ لكم تسجيلًا على كفرهم بالعَود وذمًا لهم بذلك وإشعارًا بعلة الحكم. اهـ.

.قال الألوسي:

{إِنْ أَحْسَنتُمْ} أعمالكم سواء كانت لازمة لأنفسكم أو متعدية للغير أي عملتموها على الوجه المستحسن اللائق أو فعلتم الإحسان {أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ} أي لنفعها بما يترتب على ذلك من الثواب {وَإِنْ أَسَأْتُمْ} أعمالكم لازمة كانت أو متعدية بأن عملتموها على غير الوجه اللائق أو فعلتم الإساءة {فَلَهَا} أي فالإساءة عليها لما يترتب على ذلك من العقاب فاللام بمعنى على كما في قوله:
فخر صريعًا لليدين وللفم ** وعبر بها لمشاكلة ما قبلها

وقال الطبري: هي بمعنى إلى على معنى فاساءتها راجعة إليها، وقيل: إنها للاستحقاق كما في قوله تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 10] وفي الكشاف أنها للاختصاص.
وتعقب بأنه مخالف لما في الآثار من تعدي ضرر الإساءة إلى غير المذنب اللهم إلا أن يقال: إن ضرر هؤلاء القوم من بني إسرائيل لم يتعدهم، وفيه أنه تكلف لا يحتاج إليه لأن الثواب والعقاب الأخرويين لا يتعديان وهما المراد هنا، وقيل: اللام للنفع كالأولى لكن على سبيل التهكم، وتعميم الإحسام ومقابله بحيث يشملان المتعدي واللازم الذي استظهره بعض المحققين وفسر الإحسان بفعل ما يستحسن له ولغيره والإساءة بضد ذلك وقال: إنه أنسب وأتم وذا قيل إن تكرير الإحسان في النظم الكريم دون الإساءة إشارة إلى أن جانب الإحسان أغلب وأنه إذا فعل ينبغي تكراره بخلاف ضده، وجاء عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال: ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلا الآية، ووجه مناسبتها لما قبلها على ما قال القطب أنه لما عصوا سلط الله تعالى عليهم من قصدهم بالنهب والأسر ثم لما تابوا وأطاعوا حسنت حالهم فظهر إن إحسان الأعمال وإساءتها مختص بهم، والآية تضمنت ذلك وفيها من الترغيب بالإحسان والترهيب من الإساءة ما لا يخفى فتأمل.
{فَإِذَا جَاء وَعْدُ} المرة {الآخرة} من مرتى إفسادكم {لَيسُوءا} متعلق بفعل حذف لدلالة ما سبق عليه وهو جواب إذا أي بعثناهم ليسوؤا {فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} أي ليجعل العباد المبعوثون آثار المساءة والكآبة بادية في وجوهكم فإن الأعراض النفسانية تظهر فيها فيظهر بالفرح النضارة والإشراق وبالحزن والخوف الكلوح والسواد فالوجوه على حقيقتها، قيل ويحتمل أن يعبر بالوجه عن الجملة فإنهم ساؤهم بالقتل والنهب والسبي فحصلت الإساءة للذوات كلها ويؤيده قوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ويحتمل أن يراد بالوجوه ساداتهم وكبراؤهم. اهـ وهو كما ترى.
واختير هذا على ليسوؤكم مع أنه أخصر وأظهر إشارة إلى أنه جمع عليه ألم النفس والبدن المدلول عليه بقوله تعالى: {وَلِيُتَبّرُواْ} الخ، وقيل: {فَإِذَا جَاء} هنا مع كونه من تفصيل المجمل في قوله سبحانه: {لَتُفْسِدُنَّ في الأرض مَرَّتَيْنِ} [الإسراء: 4] فالظاهر فإذا جغاء وإذا جاء للدلالة على أن مجيء وعد عقاب المرة الآخرة لم يتراخ عن كثرتهم واجتماعهم دلالة عل شدة شكيمتهم في كفران النعم وإنهم كلما ازدادوا عدة وعدة زادوا عدوانًا وعزة إلى أن تكاملت أسباب الثروة والكثرة فاجأهم الله عز وجل على الغرة نعوذ بالله سبحانه من مباغتة عذابه.
وقرأ أبو بكر، وابن عامر، وحمزة: {ليسؤ} على التوحيد والضمير لله تعالى أو للوعد أو للبعث المدلول عليه بالجزاء المحذوف، والإسناد مجازي على الأخيرين وحقيقي على الأول، ويؤيده قراءة علي كرم الله تعالى وجهه، وزيد بن علي، والكسائي: {لنسوء} بنون العظمة فإن الضمير لله تعالى لا يحتمل غير ذلك، وقرأ أبي: {لنسؤن} بلام الأمر ونون العظمة أوله ونون التوكيد الخفيفة آخره ودخلت لام الأمر على فعل المتكلم كما في قوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خطاياكم} [العنكبوت: 12] وجواب إذا على هذه القراءة هو الجملة الإنشائية على تقدير الفاء لأنها لا تقع جوابًا بدونها، وعن علي كرم الله تعالى وجهه أيضًا {لنسوءن} و{ليسوءن} بالنون والياء أولًا ونون التوكيد الشديدة آخرًا، واللام في ذلك لام القسم والجملة جواب القسم سادة مسد جواب إذا؛ واللام في قوله تعالى: {لِيَسُوءواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ المسجد} لام كي والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور قبله وهو متعلق ببعثنا المحذوف غيره فيكون العطف من عطف جملة على أخرى، وعلى القراءة بلام الأمر أو لام القسم فيما تقدم يجوز أن تكون اللام لام الأمر وأن تكون لام كي، والمراد بالمسجد بيت المقدس وهو مفعول يدخلوا، وفي الصحاح أن الصحيح في نحو دخلت البيت إنك تريد دخلت إلى البيت فحذف حرف الجر فانتصب البيت انتصاب المفعول به، وتحقيقه في محله {كَمَا دَخَلُوهُ} أي دخولًا كائنًا كدخولهم إياه {أَوَّلَ مَرَّةٍ} فهو في موضع النعت لمصدر محذوف، وجوز أن يكون حالًا أي كائنين كما دخلوه، و{أَوَّلُ} منصوب على الظرفية الزمانية، والمراد من التشبيه على ما في البحر أنهم يدخلونه بالسيف والقهر والغلبة والإذلال، وفيه أيضًا أن هذا يبعد قول من ذهب إلى أن أولى المرتين لم يكن فيها قتال ولا قتل ولا نهب {وَلِيُتَبّرُواْ} أي يهلكوا، وقال قطرب: يهدموا وأنشد قول الشاعر:
وما الناس إلا عاملان فعامل ** يتبر ما يبني وآخر رافع

وقال بعضهم: الهدم إهلاك أيضًا، وأخرج ابن المنذر وغيره عن سعيد بن جبير أن التتبير كلمة نبطية.